ما هي مشكلات الذاكرة؟
يعاني العديد من الأشخاص من صعوبات في التذكر والتركيز، مثل نسيان المواعيد أو تكرار الأسئلة أو فقدان القدرة على متابعة المهام اليومية.
و في حين يُربط فقدان الذاكرة عادةً بأمراض الشيخوخة أو الاضطرابات العصبية مثل مرض ألزهايمر، إلا أن الاضطرابات النفسية، بما في ذلك الاكتئاب والقلق والتوتر المزمن، يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الوظائف الإدراكية والذاكرة.
تُعرف هذه الظاهرة طبيًا باسم "الضعف المعرفي الوظيفي"، وغالبًا ما تكون قابلة للعلاج..
ما هي الأسباب النفسية الشائعة لمشكلات الذاكرة؟
الاكتئاب (Depression)
قد يصاحب الاكتئاب صعوبات في التذكر والانتباه، ويُشار إلى ذلك أحيانًا باسم الخرف الكاذب. يعاني المرضى من تباطؤ إدراكي، ونقص في القدرة على التركيز، إضافة إلى ضعف القدرة على تخزين واسترجاع المعلومات. غالبًا ما تتحسن هذه الأعراض عند البدء بالعلاج النفسي أو الدوائي للاكتئاب.
القلق (Anxiety)
القلق المزمن يسبب فرطًا في نشاط الجهاز العصبي اللاإرادي، مما يؤدي إلى حالة من فرط اليقظة التي تشتت التركيز وتؤثر على ترميز المعلومات في الذاكرة قصيرة الأمد. هذا بدوره يؤثر على القدرة على التذكر لاحقًا.
التوتر المزمن (Chronic Stress)
يؤدي التوتر المستمر إلى ارتفاع مستويات الكورتيزول، وهو هرمون مرتبط بالاستجابة للضغط، والذي يمكن أن يؤثر سلبًا على بنى الدماغ المرتبطة بالذاكرة، مثل الحُصين (Hippocampus). قد تشمل الأعراض صعوبة في التذكر، وتراجع في الأداء المعرفي العام.
الحزن العاطفي (Grief)
قد تؤثر حالات الحزن، لا سيما بعد فقدان شخص مقرب، على الأداء الذهني والوظائف المعرفية مؤقتًا. قد يُعاني البعض من "الضباب العقلي"، وعدم القدرة على التركيز أو اتخاذ القرارات اليومية، وهي ردة فعل شائعة للصدمات.
متى يكون فقدان الذاكرة نفسيًا؟
أسباب فقدان الذاكرة قد يكون ذو أصل عصبي أو نفسي، و تمييز الأسباب النفسية من العصبية لفقدان الذاكرة أمر بالغ الأهمية.
فقدان الذاكرة الناتج عن اضطرابات نفسية يكون غالبًا:
-
متدرجًا وبطيء الظهور
-
مرتبطًا بفترات من التوتر أو تغيرات في المزاج
-
قابلًا للتحسن مع العلاج النفسي أو الدوائي المناسب
-
غير مصحوب بتدهور وظيفي عصبي مستمر
على الجانب الأخر، فإن فقدان الذاكرة الناتج عن اضطرابات عصبية يكون عادةً سريع التفاقم وغير قابل للعلاج في المراحل المتأخرة.
كيف يتم التشخيص؟
يجب تقييم مشكلات الذاكرة من قبل اختصاصي في الطب النفسي أو الأعصاب.
يتضمن التقييم عادةً:
-
فحصًا نفسيًا شاملًا يشمل التاريخ الطبي والمزاجي
-
استبيانات مثل اختبار الحالة العقلية المصغر (MMSE) أو تقييم الاكتئاب (PHQ-9)
-
استبعاد الأسباب العضوية مثل نقص فيتامين B12 أو اضطرابات الغدة الدرقية
ما هو العلاج؟
يعتمد العلاج على السبب الكامن وراء الأعراض:
-
في حالات الاكتئاب:العلاج المعرفي السلوكي (CBT) والأدوية المضادة للاكتئاب غالبًا ما تكون فعالة
-
في حالات القلق: قد يُوصى بالعلاج النفسي، وتمارين الاسترخاء، أو العلاج الدوائي
-
في التوتر المزمن: تغيير نمط الحياة، دعم النوم الجيد، والحد من مسببات التوتر ضروريان
يُلاحظ تحسن الذاكرة تدريجيًا مع السيطرة على الحالة النفسية.
متى يجب مراجعة الطبيب؟
يتوجب رؤية مختص عند ظهور الأعراض التالية
-
صعوبة مستمرة في التذكر تؤثر على الأداء اليومي
-
مشاكل في التركيز والانتباه لا تتناسب مع العمر
-
تغيرات في المزاج ترافق ضعف الذاكرة
-
ازدياد تدريجي في شدة الأعراض أو ظهور أعراض عصبية مصاحبة (مثل اضطراب اللغة أو التوازن)